Thursday, November 10, 2016

Imalah, Saktah dan Isymam



تعريف الإمالة
الإمالة لغة هي العدول إلى الشيء والإقبال عليه.
الإمالة اصطلاحا هي أن تنحو بالفتحة نحو الكسرة، وبالألف نحو الياء وهى قسمان :
1.   الإمالة الكبرى : وتكون بين الألف والياء تماما.
2.   الإمالة الصغرى : وتكون بين الألف والياء وهي إلى الألف أقرب ويقال لها التقليل أو إمالة بين.
وليس لورش في القرآن كله إمالة كبرى إلا في الهاء من "طه"، أما باقي الألفات فإنه كان يقللها أي يميلها إمالة صغرى.
المراد بالإمالة :
الإمالة : هو أن ينحو القارئ بالحرف المفتوح نحو الحرف المكسور وهي نوعان :
1.      إمالة كبرى : تكون بين الألف والياء تماما بنسبة 50% وتسمى بالإضجاع لورش موضع وحيد في القرآن له فيه الإمالة الكبرى وهو قوله تعالى (طه) حرف الطاء له فيها الفتح، وحرف الهاء له فيها الإمالة الكبرى.
2.      إمالة صغرى : تكون بين الألف والياء وهي إلى الألف أقرب بنسبة 30% ياء و70 % ألف.
ان اللسان يرفع اذا ينطق امالة وينزل اذا ينطقها. وينزل اللسان تخفيف من يرفعه.[1] وقد ظهر حرف اليأ اصله الف ليّنة بالإمالة.
·       المثال
وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيْهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرىٰهَا وَمُرْسٰهَآ ۚ إِنَّ رَبِّى لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (هود :41)
احتجّ هذه الكلمة " مَجْرىٰهَا"  (اصله من جرى) بيميّل قراته[2] ليفرق بين " مَجْرىٰهَا"  (جرى في البر)  و" مَجْرىٰهَا"  (جرى فى البحر). لأنّ قد يلقى أسطم البحر أو عيهل اذا جرى فى البحر فيناسب " مَجْرىٰهَا"  بلإمالة.
        روى هذه القراءة أمام حفص، ولكن اذا رأي امام حمزة و الكسائ : امالة هى كل الكلمة يأخرها الف ليّنة (يميّل حرف ألف الى يأ) كا الضحى وقلى وسجى وهدى.
وَالضُّحَىٰ ﴿١ وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ ﴿٢ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ ﴿٣ وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌلَّكَ مِنَ الْأُولَىٰ ﴿٤ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ ﴿٥ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ ﴿٦ وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ ﴿٧ وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَىٰ ﴿٨ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ﴿٩ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ ﴿١٠ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴿١١
 فى علم القراءة هناك قراءة يمثل بلإمالة هى قراءة تقليل أو بين بين من قراءة الورش الّذي يوزن با (فَعلى، فِعلى، فُعلى)[3] لكن القليل يقرب بالفتحة.

تعريف الإشمام
الإشمام في اللغة مصدر (أَشَمَّ)[4]، اي إشمام الحرف رائحة الحركة مهيئًا العضو للنطق به دون ان تنطق به. او بعبارة أخرى، صبغ الصوت اللغوي بمسحة من صوت آخر[5]. الإشمام اصطلاحا هو الإشارة بالشفتين إلى الضمة المحذوفة من آخر الكلمة الموقوف عليها بالسكون من غير تصويت بهذه الضمة[6].

-   الآيات التي قرء بالإشمام
اِيَّاكَ نَعْبُدُ وَاِيَّاكَ نَسْتَعِيْنُ ( الفاتحة : 5 )
اِهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيْمَ  لفاتحة : 6 )
 قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (يوسف : 11)
وَإِذَا قِيْلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوْا فِي الأَرْضِ قَالُوْآ اِنّمَا نَحْنُ مُصْلِحُوْنَ   (البقرة : 11)
الحجة عن الإشمام
·       ضم الشفتين بعد إسكان الحرف حالة الوقف مثل في«نَسْتَعِيْنُ ».
·       ضم الشفتين مقارنًا لسكون الحرف المدغم مثل «تَأْمَنَّا».ويكون عن طريق ضم الشفتين عند إسكان النون الأولى مباشرة وقبل إدغامها في النون الثانية إدغامًا تامًّا، وهذا النوع شبيه بالنوع الأول المختص بالوقف؛ لأن النون الأولى أصلها الضم وقد سكنت للإدغام كالمسكن للوقف، ويكون الإشْمَامُ قبل تمام النطق بالنون الثانية. وفي الوقف يكون عقب إسكان الحرف الأخير من الكلمة، بحيث يكون إسكانًا مجردًا عن الإشْمَام.
·       إشْمَامُ حرف بحرف، أي خلط صوت حرف بصوت حرف آخر مثل خلط حرفي الصاد بالزاي في «الصِّرَاط» في قراءة حمزة، فتمزج بينهما فيتولد منهما حرف ليس بصاد ولا بزاي، ولكن يكون صادًا ممزوجة برائحة الزاي (الصاد المشمة صوت الزاي)، وقد عبر عن ذلك بعض العلماء بالقول: «أن تنطق بالصاد كما ينطق العوام بالظاء».

إشْمَامُ حركة بحركة أي خلط حركة بحركة أخرى كخلط الكسرة بالضمة في نحو: «قِيلَ» على قراءة الكسائي وهشام، ويتم ذلك عن طريق تحريك الحرف الأول منها بحركة مركبة من حركتين ضمة وكسرة وجزء الضمة مقدم، وهو الأقل، ويليه جزء الكسرة، وهو الأكثر، لأن الأصل في «قيل» «قُوِلَ» : فعل مبني للمجهول استثقلت فيه الكسرة على الواو فنقلت إلى القاف بعد حذف ضمتها وقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها فأصبحت : قيل، وأشير إلى ضمة القاف بالإشمام تنبيهًا على الأصل.

تعريف السكتة
السكتة هو قطع الصوت على الكلمة القرآنية زمناً لطيفاً أقل من زمن الوقف من غير أخذ نفس بنية متابعة التلاوة.
أقسامه
ينقسم الوقف في رواية حفص إلى سكت واجب و سكت جائز. فأما السكت الواجب ففي أربعة مواضع أشار اليها الامام الشاطبي بقوله :
"وسكتة حفص دون قطع لطيفة على ألف التنوين في عوجا بلا #وفي نون من راق،ومرقدنا،ولام بل ران،والباقون لاسكت موصلا."
1.   الموضع الأول : هو السكت على الألف المبدلة من التنوين في ( عوجا ) من قوله تعالى في سورة الكهف (ولم يجعل له عوجاً - قيماً لينذر ). ومن الخطأ السكت على التنوين ( عوجاً ) بل يجب ابدال التنوين ألفاً ( عوجا ).
2.   السكت على ألف ( مرقدنا ) من قوله تعالى :من سورة يس ( قالوا ياويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن و صدق المرسلون ) .
3.   السكت على نون ( من ) من قوله تعالى :في سورة القيامة ( وقيل من راق ) .
4.   السكت على لام (بل ) من قوله تعالى : في سورة المطففين (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون).
بيانه
ملاحظة : السكت يكون حال الوصل ، أما اذا وقفنا فلا سكت حينئذ،و الوقف جائز اذا تم المعنى أو الاعراب ، على خلاف ما يظنه البعض من أنه لا يجوز الوقف . فنحن مثلاً عند كلمة ( عوجا ) في سورة الكهف ، اذا أردنا الوقف جاز لنا ذلك و نأخذ فيه نفساً بعد النطق بألف ( عوجا ) ، و هذا هو و قف صحيح بل وقف حسن كما في اصطلاح علماء التجويد ، أما اذا أردنا أن نصل فلا يجوز لنا أن نخفي تنوين ( عوجا ) عند قاف ( قيماً ) ولا أن نصلهما ، بل يتعين حينئذ السكت حال الوصل عبر سكتة لطيفة دون أخذ نفس .

تعريف النقل
لغة : تحويل أو تغيير الشّيء من مكانه
اصطلاحا : نقل حركة همزة القطع إلى الساكن قبلها مع حذف الهمزة و ذلك بغرض التخفيف .
شروط النقل
1.               أن يكون الحرف المنقول إليه حركة الهمزة ساكنا
2.               أن يكون الحرف الساكن صحيحا وليس حرف مد .
3.               أن لا يكون الحرف المنقول إليه ميم جمع لن مذهبه فيها الصلة إذا جاء بعدها همزة قطع مثاله : (وخلقناكم أزواجا )
4.               أن يكون الساكن آخر الكلمة والهمزة في بداية الكلمة التالية ( أي لانقل في نحو : (قرءآن ـ مسئولا )
5.               أن يكون في حالة الوصل.

فائدتـــــه
الفائدة من النقل هي التسهيل و التخفيف
الكلمات التي ينقل إليها إما
1.     موصولة ( لام التعريف ) : ( الأنهار ـ الأرض )
2.     صحيح مفصول : ( قد أفلح ـ قالت أولاهم ـ من ءامن )
3.      التنوين ( عذابٌ أليم )
4.     حرف اللين : ( ابني ءادم ـ خلوا إلى )

الأيات الّتي تشمل النّقل هي  أحدها
·       فِيْ قُلُوْبِهِمْ مَرَضٌلا فَزَادَهُمُ اللُه مَرَضًاج  وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيْمٌ لا  بِمَا كَانُوْا يَكْذِبُوْنَ
( البقرة : 10) يقرأ عذابنليم .
·       وَالَّذِيْنَ يُؤْمِنُوْنَ بِمَاأُنْزِلَ اِلَيْكَ وَ مَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَج وَبِالْأخِرَةِ هُمْ يُوْقِنُوْنَ (البقرة : 4) يقرأ بلاخرة .
        وأماّ في رأي الإمام حفص في القرأن الكريم كانت قراءة النّقل واحدة فحسب وهي في سورة الحجرات (11) و هي :
·         يَاأَيُّهَا الَّذِينَ اَمَنُوْا لَا يَسْخَرُ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُوْنُوْا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى اَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ج وَلَا تَلْمِزُوْا اَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوْا بِالأَلْقَابِقلى بِئْسَ الْإِسْمُ الْفُسُوْقُ بَعْدَ الْإِيْمَانِج وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَاُوْلئِكَ هُمُ الظَّالِمُوْنَ (الحجرات : 11) يقرأ بِئْسَلِسْمُ. 
 
تعريف البدل
البدل لغة الإبدال و التغيير
وأما المراد هنا إبدال حروف الهجائية بحروف الهجائية الأخرى[7]. من الألفاظ المبدولة فى القران عند الإمام عاصم برواية حفص[8] :
    ·     إبدال الهمزة بالياء
أكثر من أئمة القراءة مثل إمام نافع برواية ورشي و أبو عمر برواية السوسى و أبو جعفر يتفقون على إبدال همزة القطع التى لا ترتبط بما قبلها من اللفط وتقع بعد همزة الوصل بألف اللينة (ى).
مثال في سورة الأحقاف : 4
قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أو أثارة مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ

قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ - See more at: http://www.tafsir.web.id/2013/04/tafsir-al-ahqaf-ayat-1-14.html#sthash.ChxaPHaz.dpuf
قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ - See more at: http://www.tafsir.web.id/2013/04/tafsir-al-ahqaf-ayat-1-14.html#sthash.ChxaPHaz.dpuf

·    إبدال صاد بالسين
بعض أئمة القراءة مثل الإمام عاصم يبدل صاد بالسين فى اللفط "وَيَبْصُۜط" فى سورة البقرة  ۲٤٥ واللفظ "بَصْۜطَةً"  فى سورة الأعراف ٦٩.
مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ۚ وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (۲٤٥)
أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ ۚ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً ۖ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٦٩)

وعند رأي أبو مسلم عبد المجيد العرابلي. سر كتابة السين صادا في القران الكريم. اثنان منها يجوز فيهما القراءة بالسين والصاد في رواية حفص الذي ضبطت عليها المصاحف، ولكن القراءة بالسين فيهما مقدمة على القراءة بالصاد؛ لذلك كتبت سين صغيرة فوق الصاد(تعذر علينا بيانها) لبيان هذا الترجيح في القراءة.

وكان الموضع الأول في قوله تعالى : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245) البقرة.
وكان الموضع الثاني في قوله تعالى : (وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (69) الأعراف.
وموضع ثالث يجوز فيه القراءة بالسين والصاد ، والمقدم في الوجهين القراءة بالصاد، لذلك كتبت سين صغيرة تحت الصاد؛
وكان هذا الموضع في قوله تعالى : (أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ (37) الطور
وموضع رابع يقرأ بالصاد على وجه واحد برواية حفص في قوله تعالى : (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (22) الغاشية.
والسر في كتابة حرف السين صادًا يعود على معنى حرف السين والصاد في الاستعمال العربي؛
فالسين في الاستعمال العربي هي للتفلت، والتفلت خروج من أمر كان مستمرًا فيه.
والصاد في الاستعمال العربي هي للامتناع، والامتناع يفيد رفض دخول شيء آخر إلى الشيء أو الخروج منه، ولذلك جاء في رسم الصاد صورة باطن فيها مقفل عليه، من ضمن سبعة حروف من حروف اللغة العربية، وهي؛ حروف الإطباق الأربع ؛ الصاد، والضاد، والطاء، والظاء، بالإضافة إلى الفاء، والقاف، والواو، وترجع العلة في رسمها بهذه الصورة إلى معانيها في الاستعمال العربي.

وقد جاء القبض والبسط في آية البقرة؛ (وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ)، بصيغة العموم وليس بالتخصيص ليشمل ما يعلم وما لا يعلم.
فبعض البسط قد عرفه الإنسان، وما يجهله أكثر، أي ممتنع عن المعرفة لخفاء سره، فإنزال المطر، وإنبات النبات مثلا؛ تتداخل فيهما عوامل كثيرة، عرف الإنسان بعضها، ويجهل كثيرًا منها، وبعضها مما لا يخطر على باله، ولن يدركه حتى يقف عليه إذا فتح له سبيل من الله تعالى لمعرفته.
فكانت صورة السين صادًا في هذا الموضع لبيان أن الوقوف على حدود البسط والقبض؛ فوق قدرة البشر على الإحاطة بها.
ومثل ذلك موضع الأعراف؛ (وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً) فإن هذه البسطة كانت في خلق غير محدد، هل كانت البسطة في خلق الأرض ومدها؟ أم كان في بسط السماء وتوسيعها، أم في بسط الدواب بزيادة حجمها وعددها، أم البسط كان في كمية الأمطار فأجرت الأنهار من كثرتها؟ أم ... أم ... فالخلق في هذه الآية عام وغير محدد بنوع أو جنس.
فرسم السين صادًا ليدل أن معرفة الإنسان وإحساسه لم يحط ببسط كل الخلق بعد الطوفان؛ فعرف منها أشياء، وجهل باقيها.
أما كتابة السين سينًا في قوله تعالى : (قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247) البقرة، فقد كان البسط في أمر مخصص ومحدد؛ وهو البسط في العلم والجسم؛ فلم تكتب السين صادًا.
وكذلك البسط في قوله تعالى : (اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (62) العنكبوت. فإن محدد بالرزق دون غيره.
أما كتابة السين صادًا في (أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ) ، و (لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ) فإن السيطرة تكون في الإحاطة بالمغلوب، ومنعه من الخروج، فكانت صورة صاد الامتناع بدلا من سين التفلت هو الأمثل في تصوير الواقع.
أما قراءة هذه الكلمات الأربع بالسين والصاد
فقراءتها بالسين وهو الأصل لأن الجذر "سطر" والسطر يقيد كتابة الكلمات عليه، ويقيد رسم الحروف عليه، لكنه يجعل لها هامشًا تتفلت فيه؛ فيكون بعضها تارة فوقه، وتارة تحته، أو عليه.
والحال مع المسيطر بالسين أنه يترك له هامش من الحرية.

أما كتابتها بصاد الامتناع فتكون السيطرة كلية، مقيدة للمسيطر عليه، ليس لها هامش من الحرية. فكانت الصاد أكثر تمثيلا لهذا الواقع ... وأكثر ترجيحًا لقراءتها بالصاد بدل السين.
وبالقراءتين يكون الوصف لحالين تنعدم في أحدها الحرية بالمنع والسيطرة، وفي الثانية فيها بعض الحرية مع غلبة المنع عليها.

فاختلاف الرسم القرآني عن الرسم الإملائي ينبهنا إلى معان نغفل عنها لولا هذا الرسم، وأن صورة الكلمة بحروفها يجب أن تكون مطابقة للمعنى المراد؛ الذي من أجله تم استحضارها، فنتعلم من الرسم ما نتعلم من صريح اللفظ، فهو للمؤمن نور ينتفع به، وللمشكك في صحته فتنة يهلك فيها.
والله تعالى أعلم.

·         تعريف تسهيل الهمزة
المراد بالتسهيل مطلق التغيير ، فيشمل ، بين بين ، النقل ، الإبدال ، الحذف. وهو أن ينطق بالهمزة بينها وبين الحرف المجانس لحركتها.

         أنواع في التسهيل
أمر كانت العرب تفعله وهو أن العرب كانوا يستثقلون صوت الهمزة، الهمزة كما نعلم من أقصى الحلق، (يأتون)، مثلاً، (أتى)، هذه الهمزة شديدة وفيها انحباس للصوت فلذلك كانت العرب تستثقل نطقها، فإذا ما تجاورت همزتان في النطق كان الثقل أكبر وأكبر، في قوله تعالى مثلاً، (ءأنذرتهم)، فهنا، بعض القبائل العربية كانت تبقى هذه الأمر على حاله، فيقولون، (ءأنذرتهم)، ينطقون الهمزتين هكذا، وبعض العرب كان يُدخل بين الهمزتين ألفا فيقول، (ءاأنذرتهم)، يبعد بينهما بأن يدخل بينهما ألفاً، فيقول الواحد (ءاأنذرتهم)، وبعضهم من القبائل كان يسهل الهمزة الثانية وهو ما سنتحدث عنه اليوم فيقول مثلاً، (ءانذرتهم)، هذا العمل، هذا الصوت، (ءانذرتهم)، في الهمزة الثانية طبعاً ليست في الأولى، الأولى محققة، هذا العمل يكون بأن ينطق الإنسان الهمزة من غير إقفال لمخرجها تماماً، عبر عنه علماؤنا بقولهم: هو أن ينطق القارئ الهمزة المسهلة بين الهمزة المحققة، التي مخرجها منغلق وبين حرف المد المجانس لحركتها، إذ إن تسهيل الهمزة لا يكون إلا في همزات متحركات مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة.

إذن الهمزة المسهلة هي همزة وفي نفس الوقت معها حركة، فإن كانت حركة الهمزة الفتحة يكون تسهيلها بين الهمزة المحققة والألف، كقوله تعالى مثلاً كما أسلفت وليس هذا على رواية حفص، (ءأنذرتهم)، إن كانت الهمزة مضمومة يكون تسهيلها بين الهمزة المحققة والواو، كقوله تعالى: (أأ ُنزل عليه الذكر)، وأيضاً هذا ليس على رواية حفص، إن كانت الهمزة الثانية مكسورة يكون تسهيلها بين الهمزة المحققة والياء كقوله تعالى: (أإذا كنا)، أيذا، هكذا نطق الهمزة المسهلة.

حفص رحمه الله يفعل هذا الأمر في همزة واحدة، قولاً واحداً يعني من كل طرقه، لم يروي حفص عن عاصم هذه الكلمة إلا بالتسهيل الذي وصفته لكم، وهو قوله تعالى في سورة فصلت، (ءاعجمي وعربي)، أصل هذه الكلمة، (أَعجمي)، أولها همزة قطع مفتوحة دخلت عليها همزة الاستفهام وهي أيضاً همزة قطع مفتوحة فالتقى في النطق همزتان، (أَأَعجمي)، هكذا الأصل، الأصل أن يقول، (أَأ َعجمي وعربي)، لكن حفصاً رحمه الله رواها عن شيخه عاصم، (ءَاعجمي وعربي)، بتسهيل هذه الهمزة بالذات، ليس غيرها في القرآن مع أن القرآن ملئ بالهمزات المتتاليات مثل المثال الذي أتينا به في أول الكلام الآن، (ءأنذرتهم)، في أول سورة البقرة، (إن الذين كفروا سواء عليهم ءأنذرتهم )، حفص يقرأها، (ءأنذرتهم)، أما هذه في سورة فصلت، (ءاعجمي)، فيقرأها بتسهيل الهمزة الثانية لا بتحقيقها، مع أن التحقيق هو الأصل، لماذا؟ هكذا رواها عن شيخه عاصم والأصل في الأشياء الرواية، لكن يمكن أن يقال إن كلمة، (ءاعجمي)، تتالى فيها همزة ثم همزة ثم عين والعين أخت الهمزة لأنها قريبة منها في المخرج، فتوالى في هذه الكلمة شبه ثلاث همزات، لعل هذا هو الذي جعل حفصاً يرويها عن شيخه عاصم أو بعض العرب يفعل يقول، (ءأعجمى)، ولا يقول، (ءأنذرتهم)، بل يقول، (ءانذرتهم)، خصوها بالتسهيل دون مثيلاتها لهذه النقطة والله أعلم، نلاحظ على اللوحة التعليمية في حلقة اليوم.
 
 تعريف التسهيل في هذه الكلمة، نلاحظ على الشاشة تسهيل الهمزة هو النطق بالهمزة المسهلة بين الهمزة المحققة وحرف المد المجانس لحركتها، وذلك في قوله تعالى في سورة فصلت الآية الرابعة والأربعين، (أاعجمى وعربي)، لاحظوا على الشاشة بارك الله فيكم أن علمائنا جعلوا مكان الهمزة الثانية هذه الدائرة السوداء المطموسة الوسط، المغلقة الوسط، التي فوق الألف الثانية دلالة على أن هذه الهمزة مسهلة، (أاعجمي وعربي)، ولم يضعوا فوقها همزة صحيحة وإنما هذه الدائرة اصطلحوا في آخر المصحف افتحوا على آخر المصحف تجدون بأنهم يعنون بها تسهيل الهمزة والتسهيل هو كما ذكرت لكم.
 
 أعود فأقول إن هذا التسهيل المروي عن حفص في هذه الكلمة هو في هذه الكلمة لا غير، هناك ثلاث كلمات أخرى ستأتي معنا بإذن الله وهى قوله تعالى، (ءالآن،ءالذكرين،ءالله)، أيضاً فيها تسهيل في أحد الوجهين ولها وجه أخر وهو الإبدال، سنتحدث عنها بإذن الله تعالى عند كلامناعلى دخول همزة القطع على همزة الوصل في درس قادم بإذن الله   .

      الأخطاء في تسهيل الهمزة
أما هذه الهمزة همزة (أاعجمى)، فإن حفص ينطقها كما ذكرت لكم، لاحظوا بأن التسهيل أمر لم نعتده في كثير من عامياتنا ولا كلامنا الفصيح فلذلك فهو بحاجة إلى تلقين وبحاجة إلى دُربه وبحاجة إلى تلقى من أفواه المشايخ المتقنين لهذا الصوت، هناك أحد خطئين يقع بهما الناس عند النطق بالهمزة المسهلة، الخطأ الأول هو أن ينطقها محققة، فيقول (أأعجمى وعربي)، هذا خطأ من جهة الرواية لا من جهة اللغة، ففي اللغة هذا النطق صحيح.

الخطأ الثاني أن يقلب الإنسان الهمزة الثانية هاءً، فيقول: (أهعجمي)، ونسمعها أحياناً من بعض إخواننا غير المتقنين فيقولون (أهعجمي)، هذا لا يصح لأنه قد أبدل الهمزة هاء أي حولها إلى حرف أخر، فالتسهيل شيء والإبدال شيء آخر، نلاحظ هذين الخطئين على اللوحة الثانية والأخيرة في حلقة اليوم. نلاحظ على الشاشة الأخطاء التي تقع عند النطق بالهمزة المسهلة، أولاً هو تحقيقها أي نطقها همزة خالصة، ثانياً ابدالها هاء، إذاً هذان هما الخطأن اللذان يمكن أن يقع القارئ فيهما عند النطق بهذه الكلمة و نسأل الله أن يتقبل من الجميع، نحن ندقق دائماً على النطق الصحيح وخاصة في مقام التعليم، والله يتقبل من الجميع إنشاء الله، وصلى الله على سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم.


المراجع

الراغب الأصفهانى .المفردات فى غريب القرآن. دار المعرفة
اروانى أمين . غرائب القرآن. فائد البركات فى سبع اقرآت.1935. جامعة الأزهار
Abi Thahir abdul Qayyum bin abdul Ghafur, Shafahat Fi Ulum al Qira’at, Makkah : Maktabah al Imdadiyyah, tth.
Muhammad Makky Nashr, Nihayah al Qoul al Mufid .Surabaya : Dar al Ulum al Islamiyah, t.th.
Abdul Fattah Qadhi, al Budur al Zahirah.Baerut; Dar el Kutub al ‘Arabiy 1981.
Abi Thahir abdul Qayyum bin abdul Ghafur, Shafahat Fi Ulum al Qira’at, Makkah : Maktabah al Imdadiyyah, tth.
Arwani Amin, Faidh al Barakat.Kudus : Mubarakatan Thayyibah.
Al Qaisy, Abu Muhammad Makky bin Abi Thalib al Makky, Al Kasyfu ‘An Wujuh al Qiraat al Sab’ wa ‘ilaliha wa Hujjajiha, Baerut; Muassasah al Risalah, 1987



[1]  الراغب الأصفهانى. المفردات فى غريب القرآن
[2]  معجم اللغة العربية المعاصرة
 [3] اروانى أمين . غرائب القرآن ,ص:18
[4]  تعريف الإشمام لغة في المعجم الرائد ومعجم اللغة العربية المعاصر (باللغة العربية)  . Almaany اطلع عليه بتاريخ 3 أبريل، 2013
[5]  تعريف الإشمام لغة في المعجم الوسيط ومعجم الاصوات (باللغة العربية)  . Almaany اطلع عليه بتاريخ 3 أبريل، 2013
[6]  تعريف الإشمام اصطلاحا في المعجم الوسيط (باللغة العربية)  . Almaany اطلع عليه بتاريخ 3 أبريل، 2013
[7]  ترجمة فردية منKoordinator Kecamatan Purwosari, Pegangan Guru TPQ Metode Qiraati (Pasuruan: Perc. Plas Tejowangi, 2005), hlm 4
[8]  Ar-Raghib al-Ashfahany, al-Mufrodat Fii Ghoribi al-Qur’an (Beirut : Dar al-Ma’rifah, t.t.), hlm 23-25

No comments:
Write komentar