Get PPT here
مقدمة
أ. خلفية البحث
اللغة من أعرق مظاهر الحضارة
الإنسانية، بل هي أصل الحضارة وصانعة الرقي والتقدم، فهي الحد الفاصل بين شعب
وشعب، وبين أمة وأمة، بل بين حضارة وحضارة، لأن الأفراد الذين يتكلمون لغة واحدة
لايتفاهمون بيسر وسهولة فحسب، وإنما هم قادرون على أن يؤلفوا مجتمعاً إنسانيا
موحدا متجانسا، لأن اللغة هي قوام الحياة الروحية والفكرية والمادية، بها يعمق
الإنسانية صلته وأصالته بالمجتمع الذي يولد ويعيش فيه حيث تخلق اللغة من أفراده
أمة متماسكة الأصول موحدة الفروع.[1]
وقد حاول العلماء والمفكرون واللغويون
على مر العصور، أن يسبروا غور هذه الظاهرة الفريدة العريقة في حياة البشر، وأن
يزيحوا الستار عن سر أصلها ونشأتها. ولكن عراقة اللغة وقدمها حالا دون الوصول إلى
سرّ الأصل والنشأة، فانصرف العلماء واللغويون عن الخوض في سر النشأة ومتاهات الأصل
والتفتوا إلى اللغة ذاتها يحللونها ويدرسونها تحدوهم فما ذلك تساؤلات، كانت و ما
زالت، تتحدى عقولهم، ومنذ ذلك فبدأ الإنسان يفكر في اللغة باللغة وما زالت تتحدى
وتلح فتدفع إلى مزيد من الدرس والتحليل.[2]
تبحث
هذه المقالة عن تعريف علم اللغة، ثمّ تبحث أيضًا عن مجالات علم اللغة ووظائف علم
اللغة.
ب. أسئلة البحث
1.
ما
تعريف علم اللغة عند علماء اللغة ؟
2.
ما
مجالات علم اللغة ؟
3.
ما
وظائف علم اللغة ؟
ج. أهداف البحث
1.
لمعرفة
تعريف علم اللغة عند علماء اللغة.
2.
لمعرفة
مجالات علم اللغة.
3.
لمعرفة
وظائف علم اللغة.
البحث
أ. تعريف علم اللغة
كلمة
“علم اللغة” مركب إضافي، يتركب من كلمتين هما: علم، ولغة. ونحتاج إلى تعريف
جزئي التركيب :
العلم
: بكسر العين وسكون اللام، العلم هو المعرفة المؤسسة على منهج والمتجسدة في حقائق
و قوانين. وفي القرآن الكريم قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا
عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ” (البقرة : 32).[3]
وأمّا في “المعجم الوسيط”، فالعلم هو مجموع مسائل أو أصول كلية تجمعها جهة واحدة.[4]
اللغة
: اسم ثلاثي على وزن فُعَةٌ، أصله لُغْوَةٌ على وزن فُعْلَةٌ، فحذفت لامُه، وهو من
الفعل الثلاثي المتعدِّي بحرف: لغا بكذا، أي تكلم؛ فاللغة هى التكلم، أي النطق
الإنساني.[5]
هو العلم الذي يدرس اللغة ذاتها دراسة
علمية موضوعية تتناول كل عناصرها. واللغة التي هي مادة علم اللغة، هي اللغة
الانسانية بصفة عامة، ومن هنا فإن كلمة (اللغة) لفظ عام، لكن إذا اقتصرنا في البحث
على لغة معينة نخصص هذا اللفظ، فنقول: علم اللغة العربية، علم اللغة الإنجليزية،
علم اللغة الفرنسية، علم اللغة الفارسية……الخ. وقد يطلق على علم اللغة
أحيانا اسم علم اللغة العام ” “General Linguistics
ب. مجالات علم اللغة
فى تقريفنا لعلم اللغة قلنا إنه دراسة
اللغة على نحو علمى, حيث نهتم بدراسة اللغة فى مجالات نختلفة تتمثل فى:
1. دراسة النظام الصوتى (الفونولوجيا)Phonology
·
علم
الأصوات النظرى(Phonetics Articulatory) وهو العلم الذى يدرس مخارج
الحرف واعضاء النطق.
·
علم
الأصوات السمعىAcoustic Phonetics) ) وهو العلم الذى يعنى بدراسة موجات الصوت وكيفية انتقالها فى
الهواء ووصولها إلى السمع والعوامل المؤثرة فى كل ذلك.
علم الصرف أرما يعرف ببنية الكلمة Morphology
والذى يعنى بدراسة بنية الكلمة أو بتعبر أدق
دراسة الواحدات الناقلة اللمعنى أى الوحدة الصرف أو ما تعرف بالمرفيم Morpheme
مثل
الكلمة أو أجزائها وتصريفها.
3. النظام الجملة (النحو)Sntax
وعلم نظم الجملةSyntac
وهو
الفرع الذي يدرس بنية الجملة وشبة الجملة وأنواعها, أى أنه يدرس نظم الكلام.
4. علم الدلالة Semantics
وهو يدرس العلاقة بين الرمز اللغوى
ودلالة كما يدرس تطور معانى الألناظ من الناحية التاريخية بما فى ذلك تأثير المجاز
اللغوى من كتابة واستعارة........الخ.
5. علم اللغة النفسي، أو علم النفس
اللساني/اللغوي (psycholinguistics)
يدرس علاقة اللغة بالعقل. إنه يتطرق
إلى اللغة البشرية الطبيعية بوصفها ظاهرة نفسية ذات صلات بفضاءات أخرى في النفس
البشرية. من تعريفات هذا العلم الشائعة القول: دراسة اللغة الإنسانية وفهمها
وإنتاجها واكتسابها. يُعتبر هذا العلم من أحدث الفروع اللغوية المعاصرة. تعود
بدايته إلى منتصف القرن العشرين في أمريكا وسرعان ما عمّ وانتشر في بلدان العالم.
هنالك لغويون كثيرون يرون أن لظهور النظرية التوليدية التحويلية generative,
transformational (في اللغة لدى نوعم تشومسكي الفضل في نشأة
علم اللغة النفسي الذي يبحث في العلاقة ما بين اللغة والعقل البشري أو النفس
البشرية. تلك النظرية التي بحثت مبنَيَي الجملة، العميق والسطحي، عقّدت الصلة بين
التحليل اللغوي ونظرية التعلم والمعلومات. يرى تشومسكي مثلا أن العلاقة الشرطية
بين المثير والاستجابة غير صالحة لتفسير قدرة الانسان على التكلم.
في اعتقاده لدى الطفل مَلَكة أو قدرة
أو قابلية فطرية تعينه على تعلم اللغة) “قرع الشفتين” عند ابن خلدون (من خلال
السماع وتكوين قواعد اللغة والقياس عليها لاحقا. يُطلق عادة على هذه الفطرة أو
مَلَكة اللغة بالقوة اسم نظرية فطرية للقواعد اللغوية العالمية في مخّ الطفل، وقد
سمّاها اللغوي تشومسكي “أداة/جهاز اكتساب اللغة” (Language-Acquisition
Device = LAD) المتشكّل في السنوات الثلاث الأولى من عمر
الطفل. يُولد الطفل مُبرْمجا كالحاسوب بهذه
الآلية الرئيسية المشتركة لدى بني البشر عامّة. يُذكر أن هذه الآلية تولد
في السنوات الأولى لحياة الطفل ما يمكن تسميته بـ”القواعد الداخلية”. في سنّ
السادسة تقريبا يكون الطفل قد سيطر على مبادىء لغته وبهذا الإنجاز تتحقق مرحلة
هامّة جدا من التطور النفسي لديه. توجد بعض أوجه شبه بين الوضع الذي يتعلّم فيه
الطفلُ الكلامَ وبين اللغوي الباحث في اللغة. ما زلنا بعيدين عن طرح نظرية متكاملة
تشرح خطوة خطوة عملية اكتشاف الطفل لمبنى لغته بالرغم من التقدم الذي أحرز في هذا
المضمار. كل محاولات الكبار في تصحيح طريقة تلفظ الصغار ببعض الكلمات تذهب أدراج
الرياح لأن الأوائل بواد والأواخر في آخر. الأطفال يبنون لغتهم بجد ونشاط.
6.
علم
اللغة الاجتماعى
هو العلم الذى يدرس اللغة من حيث
علاقتها بالمجتمع, أو العلم الذى يحاول الكشف عن القوانين والمعايير الاجتماعية
التى توضح و تنظم سلوك اللغة وسلوك الأفراد نحو اللغة فى المجتمع، وقد تعددت
التسميات التي يتفق بعضها في المضمون بشكل أو آخر مع علم اللغة الاجتماعي ويختلف
في المنطوق، نذكر منها : علم اجتماع اللغة أو علم الاجتماع اللغوي The
Sociology of language ، علم الأنثروبولوجيا اللغوية Linguistic
Anthropology ، ومهما يكن من أمر هذا الاختلاف فإن هناك
نقاط التقاط كثيرة بين موضوعات تلك المباحث.
علم اللغة الاجتماع يهتم بالخطوط
العامة التى تميز المجموعات الاجتماعية من حيث أنها تختلف و تدخل فى تناقضات داخل
مجموعة اللسانية العامة نفسها، والوقوف على القوانين التى تخضع لها الظاهرة
اللغوية فى حياتها وتطورها وما يعتورها من شؤون الحياة، ومبلغ تأثرها بما عداها من
الظواهر الاجتماعية التى لها تأثير على اختيار الناس اللغة, وما تحمله هذه اللغة
من الطوابع الحياة التى المتكلمون, وطرائق الاستعمال اللغوى التى يكتسبها الإنسان
من المجتمع.
ج. وظائف علم اللغة
فتمخضت
محاولاته عن الوظائف الآتية :
1.
الوظيفة
النفعية (الوسيلية)
وهذه
الوظيفة هي التي يطلق عليها "أنا أريد"، فاللغة تسمح لمستخدميها منذ
طفولتهم المبكرة أن يشبعوا حاجاتهم، وأن يعبروا عن رغباتهم.
2.
الوظيفة
التنظيمية
وهي
تعرف باسم وظيفة "افعل كذا، ولا تفعل كذا" من خلال اللغة يستطيع الفرد
أن يتحكم في سلوك الآخرين لتنفيذ المطالب أو النهي، وكذا اللافتات التي نقرؤها،
وما تحمل من توجيهات وإرشادات.
3.
الوظيفة
التفاعلية
وهي
وظيفة "أنا وأنت" تستخدم اللغة للتفاعل مع الآخرين في العالم الاجتماعي
باعتبار أن الإنسان كائن اجتماعي لا يستطيع الفكاك من أسر جماعته, فنستخدم اللغة
في المناسبات, والاحترام, والتأدب مع الآخرين.
4.
الوظيفة
الشخصية
من
خلال اللغة يستطيع الفرد أن يعبر عن رُؤَاه الفريدة, ومشاعره واتجاهاته نحو
موضوعات كثيرة, وبالتالي يثبت هويته وكيانه الشخصي، ويقدِّم أفكاره للآخرين.
5.
الوظيفة
الاستكشافية
وهي
التي تسمى الوظيفة "الاستفهامية" بمعنى أنه يسأل عن الجوانب التي لا
يعرفها في البيئة المحيطة به حتى يستكمل النقص عن هذه البيئة.
6.
الوظيفة
التخيلية
تتمثل
فيما ينسجه من أشعار في قوالب لغوية، كما يستخدمها الإنسان للترويح, أو لشحذ الهمة والتغلب على صعوبة
العمل, وإضفاء روح الجماعة, كما هو الحال في الأغاني والأهازيج الشعبية.
7.
الوظيفة
الإخبارية (الإعلامية)
باللغة
يستطيع الفرد أن يتقل معلومات جديدة ومتنوعة إلى أقرانه, بل ينقل المعلومات
والخبرات إلى الأجيال المتعاقبة, وإلى أجزاء متفرقة من الكرة الأرضية، خصوصًا بعد
الثورة التكنولوجية الهائلة.
ويمكن
أن تمتد هذه الوظيفة لتصبح وظيفة تأثيرية إقناعية؛ لحث الجمهور على الإقبال على
سلعة معينة، أو العدول عن نمط سلوكي غير محبّب.
8.
الوظيفة
الرمزية
يرى
البعض أن ألفاظ اللغة تمثل رموزًا تشير إلى الموجودات في العالم الخارجي, وبالتالي
فإن اللغة تخدم كوظيفة رموزية (1، ب، ج ) في حرف الكلمة
الخلاصة
•
علم
اللغة هو العلم الذي يدرس اللغة ذاتها دراسة علمية موضوعية تتناول كل عناصرها.
•
اللغة
شيء مركب. والشيء المركب هو ما نتج من اتحاد عنصرين فأكثر. وعناصر اللغة أربعة على
هذا الترتيب : الصوت – الكلمة – الجملة – المعنى.
المراجع
-
حلمي
خليل، مقدمة لدرسة علم اللغة (بدون المدينة: دار المعرفة الجامعية، 2000م)،
ص 5.
-
محمد
عمارة، قاموس المصطلحات في الحضارة الإسلامية، (بدون المدينة: دار الشروق،
ط 1، 1993م)، ص 388.
-
عادل
خلف، اللغة والبحث اللغوي (القاهرة: مكتبة الآداب، 1994م)، ص 51.
-
د.
جمعة سيد يوسف: سيكولوجية اللغة والمرض العقلي، سلسلة عالم المعرفة، عدد (145)،
يناير 1990م، ص22 وما بعدها بتصرف.
No comments:
Write komentar